عودة شيفرون إلى فنزويلا: تنازل أمريكي أم نصر دبلوماسي للحكومة الفنزويلية؟

أذنت الولايات المتحدة لشركة شيفرون باستئناف عملياتها في فنزويلا، تحت ذريعة رسمية مفادها أنه «لن يكون هناك أي فائدة اقتصادية مباشرة لحكومة نيكولاس مادورو». ومع ذلك، يكشف تحليل الاتفاق عن صورة مختلفة: لقد حققت الصناعة النفطية الفنزويلية انتصارًا هيكليًا مهمًا في ظل العقوبات.
شيفرون تُدفع بالنفط، وفنزويلا تحتفظ بـ60٪
وفقًا لبنود الاتفاق، تتلقى شركة شيفرون 40٪ من النفط المنتج كدفعة. وتبقى نسبة 60٪ المتبقية في أيدي شركة PDVSA، وهي شركة النفط الحكومية الفنزويلية. تمثل هذه النسبة ملايين البراميل التي يمكن بيعها بحرية في السوق الدولية، مما يولد إيرادات مباشرة من العملات الأجنبية للبلاد، متجاوزة الوسطاء الماليين وآليات العقوبات.
ما وراء الدعاية: الاستراتيجية الحقيقية
ما تقوله الولايات المتحدة: «لن تستفيد حكومة مادورو»
ما يحدث: PDVSA تحتفظ بـ60٪ من النفط.
ما تقوله الولايات المتحدة: «ستعمل شيفرون فقط وفقًا لشروط صارمة»
ما يحدث: الاتفاق كان موجودًا سابقًا وتم تفعيله الآن بشروط فنزويلية.
ما تقوله الولايات المتحدة: «استثناء إنساني»
ما يحدث: يتم إعادة تشغيل المحرك الاقتصادي الرئيسي لفنزويلا.
عودة شيفرون: دفعة تقنية لفنزويلا
• إعادة تنشيط الحقول والآبار النفطية المتوقفة.
• استعادة القدرة الإنتاجية الوطنية بدعم تقني.
• إحياء التوظيف والخدمات اللوجستية والعائدات.
• فتح نافذة لإعادة بناء القطاع الطاقي الفنزويلي.
الخلاصة: نصر طاقي ودبلوماسي للحكومة الفنزويلية
عودة شيفرون إلى الأراضي الفنزويلية ليست مجرد عملية تقنية أو ترخيص تجاري. بل هي، في جوهرها، نصر سياسي ودبلوماسي للحكومة الفنزويلية.
بعد سنوات من العقوبات والحصار والضغط متعدد الأطراف والعزلة الدبلوماسية، تمكنت الحكومة الفنزويلية من إعادة فتح قناة للتعاون مع واحدة من أكبر شركات النفط الأمريكية، وتأمين شروط مواتية لاستعادة الإنتاج الوطني، وتوليد الدخل، وتعزيز نظام الطاقة في البلاد.
لم يُمنح هذا الاتفاق. بل تم التفاوض عليه. وتم كسبه.
وتم تحقيقه في سياق دولي معادٍ، حيث اعتقد الكثيرون أن فنزويلا ليس لديها مجال للمناورة.
اليوم، يتدفق النفط مرة أخرى – ومعه، تتدفق السيادة التفاوضية لدولة لا تزال واقفة.
? مذكرة تحرير موقعة من
? النحلة – جلوبال نيوز برس