تحليل سياسي - أخبار عالمية

لم تخلّف الحرب بين إيران وإسرائيل، التي اندلعت بغضب بعد سلسلة من الهجمات على منشآت نووية وعسكرية في كلا البلدين، ضحايا فحسب، بل دمارًا وخوفًا. كما كشفت عن تحرك دبلوماسي يكاد يكون ضرورة ملحة واستسلامًا جيوستراتيجيًا.

نشر الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي أعلن من جانب واحد "وقف إطلاق نار شامل" بين إيران وإسرائيل، رسالة على منصة التواصل الاجتماعي X (المعروفة سابقًا باسم تويتر) تكشف عن الثمن الحقيقي لهذه الهدنة المزعومة: رفع أو تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، مما يسمح لها بإعادة فتح تجارة النفط مع الصين، أكبر شريك تجاري استراتيجي لها. لم يكن منشور ترامب مجرد إعلان، بل هو اعتراف ضمني بأن واشنطن - أو على الأقل أقرب دوائرها السياسية - اضطرت للتفاوض سرًا مع طهران، وربما مع بكين وموسكو، لكبح جماح الصواريخ الإيرانية.

تؤكد مصادر دولية أن ضغط الهجمات الإيرانية على بئر السبع وتل أبيب، إلى جانب الانهيار الأخلاقي في بعض مناطق جنوب إسرائيل، أجبر دائرة ترامب على البحث عن وسيلة لاحتواء الموقف. لكنهم لم يفعلوا ذلك من موقع قوة... بل فعلوا ذلك بالاستسلام.

يشير كل شيء إلى أن الحكومة الأمريكية عرضت على إيران إمكانية فك تجميد اقتصادها مقابل إسكات منصات إطلاق الصواريخ وتعطيل عملية الوعد الصادق 3. هذه الصفقة، التي لم تُسجل رسميًا في أي معاهدة علنية، تُعتبر "صفقة سرية"، تم التفاوض عليها خلف ظهور حلفاء الولايات المتحدة التقليديين.

الرسالة واضحة: أوقف ترامب الحرب... ولكن بثمن جيوسياسي باهظ للغاية. كان بإمكان الصين وروسيا، اللتين تواجهان هيمنة غربية، المشاركة كضامنتين أو وسيطتين للاتفاق. تفوز إيران بكسر جزئي لعزلتها الاقتصادية. وتحصل الصين على نفط خام أرخص. ويفوز ترامب بفرصة لالتقاط الصور لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي يحتاجه بشدة في مواجهة انتخابات 2026.

ولكن بأي ثمن: سمعة الولايات المتحدة كقوة راسخة؟ ثقة إسرائيل؟ مصداقية العقوبات الدولية؟

هذا ليس مجرد وقف لإطلاق النار. إنه مغامرة يائسة، متخفية في زي الدبلوماسية. صفقة خلف الكواليس، ميثاق مع العدو، صفقة عالية المخاطر.

دخل العالم عصرًا لم تعد فيه العقوبات تُمثل القوة... بل ورقة مساومة.

المصدر: منشور رسمي للرئيس دونالد ترامب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا): https://x.com/trumpdailyposts/status/1937500113510768853

تحليل سياسي بقلم: ن. غاليغوس