الحرب التي دامت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل: من الرابح الحقيقي؟

لم تكن الحرب التي دامت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل مجرد تصعيد عسكري؛ بل شكّلت نقطة تحول جيوسياسية. ما اعتقده الكثيرون أنه سيكون تبادلاً محدوداً للنيران كشف عن انهيار الأساطير الاستراتيجية، وظهور قوى إقليمية جديدة، وإعادة ترتيب صامتة للمصالح العالمية.

يونيو 25, 2025 - 12:05
 21.4ك
الحرب التي دامت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل: من الرابح الحقيقي؟

1. السقوط الرمزي لـ "القبة الحديدية"

لطالما قدمت الحكومة الإسرائيلية نظام القبة الحديدية كدرع لا يمكن اختراقه. لكن خلال هذا الصراع، نجحت إيران في التغلب عليه وكشف نقاط ضعفه. أكثر من مئة صاروخ باليستي متوسط وبعيد المدى أصاب الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى تدمير مبانٍ وترك المدنيين مكشوفين. لقد تحطم أسطورة مناعة إسرائيل.

2. إيران: من الغبار إلى القوة

لم تكتفِ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالصمود، بل ردّت بهجمات دقيقة ومنسقة وبفعالية عسكرية غير مسبوقة. أظهرت إيران قدرتها على شن هجمات متقدمة باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ والحرب الإلكترونية، وعززت صورتها كقوة عسكرية إقليمية ذات ثقل استراتيجي.

3. إسرائيل: هشاشة دبلوماسية وتوسلات استراتيجية

تحت الضغط العسكري، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي الدعم المباشر من واشنطن. وقد أظهر ذلك ليس فقط الإرهاق العسكري، بل أيضاً العزلة الدبلوماسية. لم تستطع إسرائيل الحفاظ على الهجوم دون دعم أمريكي مباشر.

4. الولايات المتحدة: الرابح الصامت الأكبر

نجحت إدارة دونالد ترامب في إعادة تنشيط مجمع الصناعات العسكرية الأمريكي، من خلال تقديم نفسها كضامن دفاعي في المنطقة. كما خففت العقوبات على إيران ضمن اتفاق غير معلن، واستغلت الأزمة لترويج وبيع أنظمة الدفاع والأسلحة لدول الخليج وإسرائيل ومصر والأردن.

5. من سيتولى قيادة الاقتصاد العسكري الجديد في الشرق الأوسط؟

تحولت المنطقة إلى سوق عسكرية مزدهرة. هناك قواعد جديدة، ورادارات، وأنظمة دفاع صاروخي قيد الإنشاء. السؤال الجوهري هو: من سيدير هذه العقود بمليارات الدولارات؟ من الممكن أن يعقد ترامب تحالفات مباشرة مع قوى إقليمية لوضع الشركات الأمريكية في مركز المشهد الصناعي العسكري الجديد.

لم يتبقَ سوى التحقق من هوية المستفيدين الاقتصاديين من مشروع التسلح الجديد في الشرق الأوسط.

الخاتمة

لم تُنتج الحرب التي استمرت 12 يوماً فائزين واضحين في ساحة المعركة، لكنها بالتأكيد صنعت فائزين على الساحة الجيوسياسية:

- إسرائيل: متضررة، ضعيفة وتعتمد على الدعم.
- إيران: تأكيد مكانتها كقوة إقليمية.
- الولايات المتحدة: فائز اقتصادي ودبلوماسي صامت.
- المدنيون: الضحايا الأساسيون للنيران المتبادلة.

سيتذكر التاريخ هذه الحرب ليس فقط بسبب قنابلها، بل بسبب ما أحدثته من تغيير في خريطة القوة والتصور في الشرق الأوسط.


تحليل سياسي من إعداد: نيلسون ن. غاليغوس